الصفحة الرئيسية  أخبار وطنية

أخبار وطنية السبسي: التحالف مع النهضة فرضته الضرورة لكنه أحرز جدواه

نشر في  30 ديسمبر 2015  (18:34)

دافع رئيس الباجي القائد السبسي عن خياراته بالتحالف مع حركة النهضة وإختيار الحبيب الصيد رئيسا للحكومة. وأكد الباجي القائد السبسي، في حديث حصري لمجلّة ليدرز، بأنها اختيارات فرضتها الضرورة ولكنّها في نظره ٲحرزت جدواها. 

وقال الباجي القائد السبسي إنه بقدر ما كانت سنة 2015 صعبة جدّا تخللتها عمليّات إرهابية مؤلمة، إنعكست سلبا على الإقتصاد الوطني، بقدر ما يتطلع إلى ٲن تكون سنة 2016 سنة ٲمن وإستقرار وإنتعاشة إقتصاديّة. 
و وصف السسبسي سنة 2015 بالصعبة للغاية و تحدث " وجدنا أنفسنا إزاء وضع في منتهى الدقة، وأكثر بكثير ممّا كان متوقعا. وكان لا بدّ من مواجهة جملة من الأمور الاستعجالية دونما انتظار. وكان الإرهاب من بين أشدّ هذه الأمور خطورة، فقد اكتوت تونس بنيرانه في ثلاث مرّات على الأقل. حصل ذلك مرّة أولى في باردو حيث استهدف الإرهاب حضارتنا وثقافتنا وكذلك السياحة وهي أحد الركائز التي يقوم عليها اقتصاد البلد. في المرة الثانية ضرب الإرهاب في سوسة مستهدفا السياحة مرة أخرى من خلال هجمته على ضيوفنا. وفي المرة الثالثة، استهدف الإرهاب عناصر من الحرس الرئاسي في سعي إلى مهاجمة الدولة بشكل مباشر. لكن الدولة ظلت واقفة، وستظل واقفة ثابتة على الدوام، كما كان ذلك شأنها دائماً ومنذ ما يزيد عن 3000 سنة.
و عن الديبلوماسية و الخارجية التونسية قال رئيس الجمهورية "
استعادت تونس مكانتها في محفل الأمم. لقد قمتُ بزيارات عديدة للخارج، واستقْبَلْتُ في تونس عددا من قادة البلدان الشقيقة والصديقة. علاقاتنا مع الشقيقة الجزائر ممتازة، ويوجد تعاون وثيق بيننا في التصدي للإرهاب، والحدود بيننا مؤمَّنة. قمت كذلك بزيارة هامة الى الولايات المتحدة، هي الثانية التي أؤديها إلى هذا البلد في عهد الرئيس أوباما، من أجل توثيق العلاقات التقليدية القائمة بين بلدينا وإدراجها في سياق مستقبلي أرحب. وكانت زيارة الدولة التي قمت بها إلى فرنسا - وهي شريكنا الاقتصادي الأوّل وطرف مهم صُلْبَ الاتحاد الاوروبي - علامة متميزة في مسار علاقاتنا، كما هو الشأن تماما بالنسبة إلى مشاركتنا في قمة مجموعة السبع الملتئمة برئاسة المستشارة الألمانية ميركل. ويكتسي التعاون مع القوى العالمية السبع الكبرى أهمية بالغة. ثم إني استجبت لدعوات صدرت عن الرئيس عبد الفتاح السيسي كي أقوم بزيارة إلى مصر، ومن جلالة الملك عبد الله كي أقوم بزيارة إلى المملكة الهاشمية ومن الملك كارل السادس عشر غوستاف لزيارة السويد... وكانت كلها مناسبات سانحة لإعادة ترتيب علاقاتنا الدبلوماسية، ولاستعادة الديبلوماسية التونسية بريقها. "
و اكد الباجي قايد السبسي ان رئيس الحكومة الحبيب الصيد شخصيّة مستقلة لا تنتمي لأيّ حزب؛ لكن كلّ الاحزاب تساندها مشددا ان نداء تونس أعطى درسا جيّدا حينما اقترح لتشكيل الحكومة شخصيّة غير منبثقة من صفوفه و هو ما يفسر يكمن سرّ نجاح هذه الحكومة.
و اضاف الباجي حول الازمة السياسية الراهنة و الائتلاف الحكام ان تونس تعمل برباعي جيد و المعارضة تتقمصها أطراف عديدة." أما بالنسبة إلى النهضة، فإن المسألة لا تطرح بالشكل الذي أشرتَ إليه، في الانتخابات الرئاسية هنالك فائز واحد؛ أما في التشريعية فقد حازت أربعة أحزاب قصب السبق. هذه الأحزاب تمثل إرادة الناخبين. حزب النداء احتل المرتبة الأولى بـ89 مقعدا، تليه النهضة بـ65 مقعدا، فحزبا الاتحاد الوطني الحرّ وآفاق تونس. وكان لزاما علينا أن نأخذ حكم الصندوق واختيار الشعب في الاعتبار، فالسيادة للشعب وحده. والشعب عيّن أربعة أحزاب في أعلى الترتيب، وليس لنا من خيار آخر غير احترام قراره، وهو قرار وافق عليه مجلس نواب الشعب وذلك في غياب أغلبية مطلقة من نصيب حزب بعينه. لقد أراد الشعب من خلال قراره هذا أن يبعث برسالة استقرار، ولا بد أن نأخذها في الاعتبار.